메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

2023 SPRING

العمارة والمدينة
تصورات بيئة الأبنية بين الثابت والمتحول

كانت الهندسة المعمارية، في يوم من الأيام، تُعدّ موضوعا صعبا يستعصي على الفهم، لكنها أخذت في الآونة الأخيرة تعزز مكانتها في ثقافتنا الحالية. وصِرْنا نشاهد ضيوف البرامج التلفزية يتحدثون عن منازل تناسب أذواق العملاء واحتياجاتهم. وفي بعض تطبيقات الهواتف الذكية، أصبح من الممكن الحصول على أفكار للتصميم الداخلي أو شراء منتجات داخلية أثناء مشاهدة صور منازل الآخرين. وبفضل زيادة الاهتمام العام ببيئة الأبنية، ويزداد تدريجيا عدد الأشخاص الذين يستمتعون بالمحتوى المتعلق بالهندسة المعمارية كجزء من الثقافة اليومية.


الزوار ينظرون إلى داخل منزل في منطقة يانغ بيونغ بمحافظة غيونغّي، الذي شارك في مهرجان عمارة "البيت المفتوح-سيول". وصمم هذا المنزل الذي يبدو كما لو أنه تم حفره في الأرض المهندس المعماري الشهير "جو بيونغ-سو"، تكريما للشاعر والمناضل من أجل الاستقلال "يون دونغ-جو"(١٩١٧-١٩٤٥)، مستلهما روح مختارات الشاعر بعنوان "السماء والرياح والنجوم".
© البيت المفتوح-سيول


منذعقود، عندما تم بناء عدد كبير من الوحدات السكنية الموحدة لحل مشكلة نقص المساكن في كوريا، لم تكن هناك محاولة في التعليم الأساسي لفهم الهندسة المعمارية من منظور ثقافي وفني. وكان يُنظر إلى الهندسة المعمارية بشكل عام على أنها موضوع صعب عصي على الفهم، نظرا لأنه يختلف عن الموسيقى والأدب، فمن الصعب الاستمتاع بها في مختلف الأوقات ومختلف الأماكن، ويتطلب الاستمتاع بها من المال ما هو أكثر من تناول وجبة جيدة.

ولا يمكن تقدير المباني إلا إذا قمت بزيارة المكان شخصيا، وليس من السهل زيارتها بِحُرية عندما تكون الأراضي والمباني ضمن المُلكيّات الخاصة. ولكن في عام ٢٠١٧، بدأ البرنامج التلفزي "قاموس المعرفة غير المجدية: الموسم الثاني" الذي تم بثه على قناة "تي في إن"، يُزيح تلك الحواجز من طريق الهندسة المعمارية. وأثناء استكشاف وجهات السفر في جميع أنحاء كوريا، كان المشاركون في البرنامج يتحدثون عن المزايا والأوصاف والأشكال المختلفة للمدن والطعام والعلوم وغيرها من الأمور المتعلقة بقصص العمارة وتطور المدن المعنية. وبذلك، أعادوا تفسير الهندسة المعمارية من منظور فريد وأرضوا فضول المشاهدين الشباب.

ووجد المهندس المعماري "يو هيون-جون" الذي ظهر في البرنامج المذكور أن عدد المشتركين في قناته على اليوتيوب قد تجاوز ٧٤٠,٠٠٠ مشترك بحلول نهاية السنة الأولى من عرض أول فيديو له، مما يثبت أن الهندسة المعمارية قد تكون محتوى يمكن للجمهور الاستمتاع به. وحققت برامج مماثلة أخرى مثل "دراسة العمارة – البيوت" على قناة "إي بي إس" و" أين منزلي" على قناة "إم بي سي"، معدلات مشاهدة مرتفعة، ورسخت نفسها بقوة كنوع جديد من البرامج التلفزية.

ولفت مهرجان العمارة "البيت المفتوح-سيول"، الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام، الانتباه من خلال فتح بعض المباني أمام الجمهور مؤقتا والتي تصعب زيارتها عادة. وبدأ المهرجان عام ٢٠١٤ في سيول، بقيادة الصحفية المعمارية "ليم جين-يونغ"، وكانت فكرة المهرجان مستوحاة من مهرجانات مماثلة في الدول الغربية.واكتسب هذا المهرجان شعبية كبيرة لدرجة أن الحجوزات المتاحة عبر الإنترنت ما إن تُفتح حتى تنفد تذاكرها. ويقدم المهرجان المنازل والمباني المكتبية والمساحات الثقافية والدينية والأصول الثقافية والمصانع وأنواعا أخرى من العمارة الحضرية. ويتمتع حاملو التذاكر أيضا بفرصة مقابلة المهندسين المعماريين للمباني أو المواقع التي يزورونها.

لقد أصبحت حاليا تجربة الهندسة المعمارية بشكل مباشر اتجاها جديدا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي القائمة على المعلومات المرئية. قد يقول بعض المشككين أنه في ثقافة اليوم، حيث ينشئ بعض الناس شخصيات على الإنترنت بشكل أساسي من خلال نشر صور شخصية، فإن اهتمامهم بالهندسة المعمارية قد ينبع من الخوف من عدم تجربة الاتجاهات وفقدان الفرصة لنشر الصور. ولكن، كما اتضح من التجربة العملية الواقعية، فإن زوار مكان معين لا يتوقفون عند حد زيارته، بل يطلبون ما هو أكثر من ذلك، فهم يرغبون في معرفة من صمم المبنى بالفعل، مما يمثل مستوى غير مسبوق من اهتمام الجمهور بالعمارة. وتعتبر أسماء بعض المهندسين المعماريين الآن أشبه ما تكون بالعلامات التجارية. وقد ساعدت شعبية تطبيق "إنستغرام" أيضا بعض المهندسين المعماريين في الفوز بمشاريع جديدة. ويحاول المهندسون المعماريون أحيانا تحسين تصميماتهم لكي تكون أنسب لنشرها على الإنستغرام أكثر من الصور الجميلة والقابلة للبيع. وفي هذا الصدد نشير إلى أنه تمت إضافة كلمة "إينستاغرامابل" إلى قاموس كامبريدج.

"البيت المفتوح-سيول"، هو مهرجان معماري حضري يقام في شهر أكتوبر من كل عام، ويقبل حاملو التذاكر الذين يرغبون في إلقاء نظرة مباشرة على الجوانب الفنية والبيئية والمعمارية على الأماكن التي عادة ما تكون مغلقة أمام الجمهور.
© لي غانغ-سوك (مقدمة من البيت المفتوح-سيول)


إعادة اكتشاف الأحياءالسكنية

يضم " سكن تشيونغ أون" بالقرب من وسط مدينة سيول مداخل مقنطرة وخصائص الطراز المعماري الكوري الحديث.
© جين هيو-سوك


جعل هذا الاتجاه الجديد المهندسين المعماريين الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر يهتمون بالخصائص المعمارية الخاصة بالأقاليم المحلية الكورية والخصائص المعمارية الوطنية على مستوى كوريا ككل. ومثلما حدث في موجة الثقافة الكورية ومنها الكي-بوب، لم تكن البداية في هذا الاهتمام من وسائل الإعلام الخارجية، بل بدأ من عالم المهندسين المعماريين في كوريا أنفسهم، إذ تعلم مهندسو هذا الجيل الشاب، العمارة الغربية من خلال وسائل الإعلام أو الدراسة في الخارج، ثم طبقوا التصاميم والأساليب الغربية على مشاريعهم المعمارية، ومن خلال ذلك لاحظوا أن الاتجاهات الإقليمية المحلية في الهندسة المعمارية تختلف فيما بينها اختلافا بيّنا وعميقا باختلاف المناخ ومواد البناء وميزانيات المشاريع والخلفية الثقافية والأحكام القانونية، وبالطبع تختلف باختلاف أذواق الناس أيضا.

لذلك بدأوا، أولا في التركيز على ما هو أمامهم. ونتيجة لذلك، أعاد العديد من المهندسين المعماريين اكتشاف بيوت تم بناؤها على نطاق واسع في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وبالمقارنة مع الأصول الثقافية أو المباني الفاخرة، فإن هذه المنازل العادية المصنوعة من الطوب الأحمر وبواباتها المعدنية الرقيقة ونوافذها ذات الإطارات بنية اللون، لم تجذب انتباه المهندسين المعماريين آنذاك. وكان يُنظر إلى هذه المباني ذات القيمة المنخفضة في السابق المبنية بأعداد كبيرة للطبقة الوسطى، على أنها أصل للمدينة ومعالم متميزة للأحياء القديمة التي تختفي بسرعة بسبب ظهور مجمعات سكنية جديدة. وتم بناؤها بشكل عشوائي إلى حد ما دون النظر إلى الجانب الفني، ولكن يمكن هناك العثور على آثار للتصاميم التي ارتجلها البناءون وعمال البناء. وينجذب المهندسون المعماريون الشباب الآن إلى الإبداع الارتجالي الذي كان العمال آنذاك يعتمدون عليه في ظروف محدودة.

وتم توثيق هذه المباني القديمة في رسومات متقنة في كتابيْ "واجهة سيول" و"شبابيك فيلا" اللذين ألفهما المهندس المعماري "كوون تاي-هون". ومن الأمثلة المبتكرة الأخرى التي تستخدم الخصائص المعمارية التقليدية، مبنى "سو غيو غون سينغ" السكني الواقع في منطقة ما بو-غو بسيول، من تصميم المهندس المعماري "سو جيه-وون" الذي اختار الخرسانة لمظلات المبنى، و"غي واه هاوس-جوم تشون"، مبنى حديث ببلاط السقف التقليدي في مدينة "مون غيونغ" وصممه المهندس المعماري "كيم هيو-يونغ"، و"سكن تشيونغ أون"، الذي صممه "كيم هيون داي + معمل التكتونيك"، وهو عبارة عن منزل بمدخل مقوس جريء في الحي الشهير في سيول. وليس من قبيل الصدفة أن يتم استخدام الطوب أيضا في العديد من المباني الجديدة الأخرى في كوريا


المشترون الواقعيون

يتميز بيت "سو غيو غون سينغ" في منطقة مابو في سيول بمظلات يمكن رؤيتها في أي متجر في أي حي من أحياء كوريا.© معمل تكتونيكس

في الماضي، كان أصحاب المنازل يحبون إظهار ميزات منازلهم بشكل أكثر وضوحا، فيُبرِزون مثلا شكل المنزل الخارجي والديكورات الداخلية المزخرفة بمواد مستوردة والغرف ذات النوافذ الكبيرة. ومع ذلك، فإن الاتجاه الحالي يؤكد التطبيق العملي وفعالية التكلفة بدلا من الجماليات. والأشخاص العمليون مستعدون الآن للدفع مقابل مواد البناء الخضراء وتقنيات البناء السريعة والفعالة وكفاءة الطاقة وجودة الهواء وعوامل أخرى أقل وضوحا.

لا يمكن بقاء نوافذ البيت مفتوحة طوال العام في كوريا لأسباب واقعية مختلفة، منها على سبيل المثال حرارة فصل الصيف وارتفاع الرطوبة فيه والأمطار الغزيرة، وقسوة برد الشتاء وتساقط الثلوج، مما يعني ضرورة الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للسكان، وهذا يستدعي إغلاق النوافذ في بعض الأوقات لزيادة كفاءة العزل الحراري وتقليل إهدار الطاقة عند التسخين أو التبريد. وفي هذه الحالة، يختار الكثير من مشتري المنازل لأنفسهم بيوتا مبنية على بيانات محددة ومواصفات خاصة، مثل استهلاك الطاقة وكثافة الهواء الداخلي وجودة الهواء.

ونتأثر بشكل مباشر بالعديد من التحديات، بما في ذلك التغير المناخي الحاد وما يترتب عليه من زيادة في أهمية الطاقة النظيفة، والاضطراب الاقتصادي وتأثير الثورة الصناعية الرابعة. وهذا يعني أيضا أن موقفنا تجاه الهندسة المعمارية سيستمر في التغيير.



باي يون-كيونغ  كاتبة عمود فن العمارة وأستاذة زائرة في الهندسة المعمارية في جامعة دانكوك

전체메뉴

전체메뉴 닫기